* عبدالكريم المدي
تأسيس “البوابة اليمنية للموارد البشرية” الخاصة بالمشتغلين في مجال الموارد البشرية على مستوى البلاد وفي جميع المؤسسات والإدارات الرسمية والأهلية،خطوة ليست ممتازة فحسب ،بل تعتبر إنطلاقة نوعية وهامة ستفتح آفاقا واسعة وجديدة لأهم عنصر من عناصر العمل الإداري الناجح الذي يُفضي حتما إلى النهوض في أي مجتمع من المجتمعات، كونه يتعلق بالعنصر البشري الصانع والمنجز الأول لعملية النهوض ،وإحداث التحولات المأمولة وتجويد الأداء الإداري ومعالجة أي قصور أو إختلالات..
وكلنا تقريبا يعلم بأن معظم الدول المتقدمة التي أستطاعت أن تتبوأ مواقع الصدارة في السلم الحضاري لعالم اليوم هي تلك التي أهتمت بالعنصر البشري وأولته عناية قُصوى وجعلت منه محور التنمية الأول ومصدر الثروة الرئيسي ، وخير دليل على ذلك سنغافورة وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية والدول الغربية ودول الشمال مجتمعة التي أعتمدت وتعتمد بشكل أساسي في نهضتها وتطورها على العلم والحرية والإستثمار في العنصر البشري.
من طرفنا نعتقد أن تأسيس وإنشاء هذه البوابة المتخصصة والمخُصصة للكوادر والقيادات العاملة والباحثة في هذا المجال سيمثّل رافدا مثاليا وبداية صحيحة من شأنها أن تمأسس في هذا الجانب من جهة،ومن جهة ثانية:ستُلفت الإنتباه لهذه القضية الجوهرية التي لا يُدرك أهميتها وقيمتها كثير من الناس، بما فيهم – مع كامل إحترامنا – بعض المشتغلين في هذا المجال الذين لم يتعمقوا في مجالهم أويستوعبوا بشكل أو بآخر مدى إرتباط العنصر البشري ( الموارد البشرية ) في إحداث النقلات النوعية والقياسية في واقع التنمية ومكافحة الفساد وضبط إيقاع الأداء الوظيفي والإداري في جميع المرافق والقطاعات المختلفة.
على المستوى الشخصي أعترف أن أول ما سمعت عن هذه الفكرة الفذّة ( البوابة اليمنية للموارد البشرية) التي أنشأتها شخصيات فذّة تعمل في هذا الحقل والمتمثلة بالأخ والأستاذ العزيز / علي الواح والأستاذ / محمد البرعي،المعروف عنها الحيوية والتجدُّد والإمتلاء بروح المبادرة والعصر والشباب ،غبطتهما على هذا المشروع ،سواء كَبُر،أم صَغُر، احتاج إلى إمكانيات مادية أم لم يحتج ، إلا أنه يظل سبقا وإنفرادا يُحسب لها ولمن عمل ويعمل معهم فيه، ولست مبالغا إذا ما قلت إنه إبتكار،على الأقل في مجتمع كمجتمعنا المشحون بكم هائل من عناصر الإحباط والشتات وغياب الرؤية وفقدان البوصلة على المستويات العام ، والخاص ،الجماعي والفردي .
وتأسيسا على ذلك في ظني إن هذه الفكرة ستنال حظا وافرا من النجاح والحضور ،وستجذب إليها كل المهتمين والمختصين والعاملين والباحثين في مجال الموارد البشرية الذي ترتبط به،أيضا،التنمية بكل أبعادها وأوجهها..
كما أتصور بأننا سنسمع ونقرأ من خلال هذه البوابة الكثير من الأفكار والرؤى التي كانت حبيسة في عقول أصحابها نظرا لعدم وجود الوسيلة أوالدافع للبوح بها وطرحها إما على شكل مقالة أو بحث أو خاطرة او مشاركة بسيطة،أو دراسة أو ورشة عمل وغيره .
أخيرا: نُثنّي على هذه البوابة / المشروع الطامح والمحوري الذي نحن بحاجة ماسة له ، ونتمنى من الجميع إثراءه وإعطاءه التفاعل المطلوب كي نجني ثماره ، حاضرا ومستقبلا ..
مع خالص دعائنا لكم بالتوفيق والنجاح .
* صحافي وكاتب…له العديد من الكتابات والدراسات في الشعر والأدب والسياسة…